القاهرة - ندد العديد من أئمة المساجد بخطط وزارة الأوقاف الرامية لتوحيد الخطب الدينية والزام الدعاة بعدم الخروج علي الموضوعات المحددة لهم سلفا وذلك من أجل مراعاة المصلحة العامة ولمحاربة ظاهرة تردي المستوي الثقافي وانتشار الأمية الدينية بين الخطباء.
وقد زاد من غضب أئمة المساجد أن وزارة الأوقاف قررت توزيع كتاب عليهم بعنوان دليل الامام من أجل اتخاذه مرجعا لهم في خطبهم للتغلب علي شكاوي المصلين الذين ينتقدون المستوي المتردي للعديد من الأئمة في خطبهم.
وفي تصريحات لجريدة القدس العربي أشاد المفكر جمال البنا بالمحاولات الرامية لرفع كفاءة الخطباء مشيرا الي أن وزارة الأوقاف مسؤولة عن القيام بتلك المهمة لأنها الجهة المشرفة علي المساجد التي أصبح حال الكثير منها يحتاج للتطوير الشامل وذلك لأنها في السابق كانت أداة لتخريج العلماء والفقهاء وذلك حينما كان لا يسمح باعتلاء المنابر الا لمن هو مشهود له بالكفاءة والمقدرة.
واعترف البنا بأن فكرة الزام الخطباء بخطبة موحدة صادرة عن الوزارة في غاية الخطورة وذلك لأن الجماهير لا تقبل بها فضلا عن تذمر العلماء المشهود لبعضهم بالكفاءة الذين لن يقبلوا هذا الاسلوب الذي سيعد تدخلا في شؤونهم.
كما انتقد الداعية يوسف البدري فرض خطبة بعينها علي مختلف المساجد وقال ان الخطباء والأئمة نوعان نوع جيد بعض أهله ممنوعون من الخطابة والنوع الثاني ليس بعالم ولا فقيه ولا هم لأصحابه الا التقليد الأعمي.
ودعا البدري لضرورة منح الأئمة حصانة كالتي يحصل عليها أعضاء البرلمان لعدم ملاحقتهم كما طالب بقصر خطبة الجمعة في مسجد واحد كل جمعة للتغلب علي النقص الحاد في عدد العلماء.
واعترض د. أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر علي كتاب دليل الامام الذي قررت الوزارة اعادة طرحه علي مختلف خطباء المساجد والزامهم الاستعانة به في الخطب والدروس التي يقدمونها لأنه لا يحتوي علي الكثير من القضايا المعاصرة التي يحتاج اليها المجتمع.
ودعا الطيب لضرورة أن تقوم وزارة الأوقاف بالأخذ علي عاتقها اختيار الخطباء الأكفاء لتولي تلك المهمة الخطيرة وذلك من أجل القضاء علي الأمية والجهل المنتشرين في صفوف العامة.
وأعرب عن قلقه من انتشار الأئمة الذين يفتون بغير علم مما يدفع بالمصلين لأن يفتنوا في أمور دينهم.
وهاجم د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الذين يهاجمون كتاب دليل الامام واصفا اياه بأنه يمثل طوق النجاة بالنسبة للأمة.
وأكد زقزوق علي أن وزارته تهتم بأن تعود المساجد للدور الذي كانت تقوم به في عصور النهضة والاشعاع الحضاري حينما كان العلماء ينتشرون في بقاع الأرض ليعلموا الناس أصول دينهم ويكشفون لهم الحلال والحرام والمتشابه وما انغفلت عليه أبصارهم وعقولهم.
غير أن الداعية الشيخ محمد حسين يعقوب يرفض الاتهام بجهل العلماء مشيرا الي أن العكس هو الصحيح ويؤكد أن المولي عز وجل جعل في كل مدينة وقرية العلماء الذين يكفون حاجة العباد وذلك لكي يقيم عليهم الحجة يوم القيامة.
ويدعو يعقوب المصلين لأن يلجأوا للفقهاء الذين هم علي دراية بالعلم وبصحيح الدين.
وقد رفض العديد من أئمة المساجد أن يلتزموا بالكتب الصادرة اليهم من الوزارة وعلي رأسها كتاب دليل الامام ويري هؤلاء أنهم نحوا من العلم ما يجعلهم قادرين علي تعليم الناس أمور دينهم.